[ad_1]
يسعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي, الذي عرض عليه زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر تجميد عضويته في حزب "الدعوة" الى تهدئة تظاهرات عارمة انطلقت قبل أيام في مدينة البصرة جنوب العراق وهددت شركات النفط الأجنبية العاملة في المدينة, كما قطعت طريق ميناء أم قصر الأكثر أهمية في البلاد. وامتدت مسيرات الغضب إلى بغداد, فيما دخل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني على الخط, معلنا تضامنه مع مطالب المتظاهرين.
وكانت تظاهرات انطلقت في البصرة التي تضم أكبر احتياط نفطي عراقي, بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في شكل يعتبر سابقة واستمرار العجز في الطاقة الكهربائية. ووقعت مواجهات متقطعة مع قوات الأمن, فيما أجبرت التظاهرات عددا من شركات النفط الأجنبية العاملة في المنطقة إلى مغادرتها على وجه السرعة.
وزار العبادي البصرة أول من أمس, وعقد سلسلة اجتماعات في المدينة, كما أصدر قرارات تخص إطلاق مشاريع تحلية المياه, وأعلن تعيين نحو 10 آلاف من العاطلين عن العمل في المؤسسات الرسمية. وقال: "هناك عناصر مندسة تريد الإساءة إلى التظاهر السلمي والقوات الأمنية" لافتا إلى أن "الحكومة حريصة على توفير الخدمات في البصرة بشكل سريع"
وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اصدر أول من امس بيانا في شأن التظاهرات طالب فيه بتغليب الهدوء. والتزام القانون وضبط النفس وعدم إلحاق الضرر بالممتلكات الحكومية ومقرات الشركات النفطية, داعيا الحكومة المحلية في المحافظة والحكومة الاتحادية الى استجابة مطالب المتظاهرين المشروعة.
على صلة, أعلن ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي أمس, التضامن مع التظاهرات, وقا خلال خطبة الجمعة "لا يسعنا إلا التضامن مع المواطنين في مطالبهم الحقة, مستشعرين معاناتهم الكبيرة, ومقدرين أوضاعهم المعيشية الصعبة وما حصل من تقصير واضح من المسؤولين سابقا ولاحقا في تحسين الأوضاع وتقديم الخدمات لهم, رغم وفرة الإمكانات المالية, إذ لو أحسنوا توظيفها واستعانوا بأهل الخبرة والاختصاص في ذلك, وأداروا مؤسسات الدولة بصورة مهنية بعيدا عن المحاصصات والمحسوبيات, ووقفوا بوجه الفساد من أي جهة أو حزب أو كتلة, لما كانت الأوضاع مأسوية كما نشهدها اليوم. "
وأفاد شهود أمس بأن متظاهرين غاضبين قطعوا الطريق المؤدية الى ميناء أم قصر الشما لي, وعطلوا الحركة التجارية منه وإليه, وأغلقوا بوابة الميناء احتجاجا على سوء الخدمات في مناطقهم.
كما اقتحم متظاهرون غاضبون مساء أمس مطار النجف جنوب بغداد, في بداية تحرك احتجاجي مطلبي على غرار التظاهرات التي بدأت في محافظة البصرة الجنوبية. وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" بأن "المتظاهرين دخلوا قاعة الاستقبال في المطار وسط وجود امني كثيف" كما أفادت وكالة "رويترز" بأن المتظاهرين اوقفوا حركة الطيران في المطار.
وتأتي التظاهرات التي يتوقع امتدادها لتشمل محافظات عدة خلال الأيام المقبلة, في ظل مشاورات معقدة لتشكيل الحكومة. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مسؤول المكتب السياسي للتيار الصدري ضياء الأسدي أن الصدر اشترط على العبادي الاستقالة من عضوية حزب "الدعوة" في مقابل ترشيحه لولاية ثانية, مشيرا الى أن استقالة العبادي من حزب "الدعوة" تمثل "مطلبا لغالبية الكتل السياسية, وكذلك الصدر, بأن يكون من يتسلم هذا المنصب هو رئيس لكل العراق وانتماؤه لكل العراق ".
وكشفت مصادر مقربة من أجواء الحوارات السياسية ان اقتراحات قدمت الى العبادي تضمنت تجميد عضويته في حزب" الدعوة "لمدة اربع سنوات, في مقابل الحصول على دعم الصدر وكتل سياسية أخرى لولاية ثانية, وأن العبادي لم يرد حتى الآن على هذا الاقتراح
Source link