[ad_1]
كتب محمد سالمان
"أمة اقرأ لا تقرأ" .. هذا التعبير الأكثر تداولا عندما يدور الجديد عن معدلات القراءة فى الوطن العربى بشكل سنة وفى مصر على وجه الخصوص, وفى أوقات كثير يوجه البعض اللوم للشباب لأنهم لديهم اهتمامات بخلاف الإبحار داخل الكتب خصوصا مع طغيان الوسائل التكنولوجية وسيطرة السوشيال ميديا على العقول, فهل هذا الأمر صحيح ?.
فى إحصائيات سابقة, تم إجراؤها قبل عامين من قبل لجنة شئون النشر التابعة للمجلس الأعلى للثقافة فى مصر, أكدت أن متوسط القراءة فى العالم العربى لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا, ووقتها جرى الجديد عن الأسباب التقليدية لانخفاض معدلات القراء من غياب الاهتمام بين العرب, إضافة إلى الأزمات الاقتصادية المحيطة بالعديد من الدول العربية, إلا أن البعض أغفل على فكرة تسويق الكتب وتعريف الجمهور بها بطرق جديد من أجل اجتذاب أكبر قاعدة جماهيرية.
محمد صلاح والقراءة للجميع
بالأمس, حدث موقف بسيط ارشد إلى أن طريقة تسويق الكتب قد تؤدى إلى انتشارها وسط فئات جديدة لم تكن القراءة فى اهتماماتها من قبل, هذا الموقف تمثل فى إفشاء محمد صلاح, نجم ليفربول الإنجليزى والمنتخب الوطنى صورة له أثناء قراءته كتاب فن اللامبالاة للكاتب الكاتب الأمريكى مارك مانسون, مما آثار ردود فعل واسعة بين جماهير الفرعون المصرى, الذين لم يكونوا على علم بالكتاب أو ماهية كاتبه, رغم أن هذا الكتاب الذى يغير مفاهيمك عن التنمية البشرية وكيفية تحقيق الطموحات قد حاز على أعلى المبيعات بالولايات المتحدة فى العام الماضى.
صورة صلاح مع الكتاب, أدت إلى نتائج غير متوقعة بالمرة أبرزها تصدر الكتاب مؤشرات البحث, وإعلان عدد كبير من الشباب شرائه من أجل قراءته, وأيضا تم تداوله على نطاق واسع بصيغة ال "بى دى أف" من خلال مواقع التواصل الاجتماعى لدرجة أن الكاتب الأمريكى نفسه رد على نجم ليفربول قائلا: "استمتع يا صلاح".
وبخلاف الشعبية الكبيرة لمحمد صلاح وتمتعه بحب وثقة الملايين من الشباب وحدوث تفاعل جماهيرى مع أى تصرف يفعله, لكن فكرة انتشار كتاب يقرأه فى حد ذاته أمر مبشر, ويؤكد أن التسويق الجيد للكتب قد يؤدى إلى رفع معدلات القراءة بين الشباب والفئات المختلفة, وهذا حدث مؤخرا مع روايات تحولت إلى مسلسلات وأفلام, ما زاد من معدلات بيعها مثل سلسلة هارى بوتر وصراع العروش "جيم أوف ثرونز" وهنا يطرح تساؤل نفسه هل اتبعت دور النشر والأوساط الثقافية طرق مختلفة من أجل تسويق الكتب فى الفترة السابقة خاصة مع طغيان الوسائل التكنولوجية, وعدم الانتظار إلى الف ترات الموسمية مثل معرض القاهرة الثقافى أو غيرها من المناسبات?
تسويق الكتب وآفاق جديدة
الملاحظة الأبرز فى الوسط الثقافى, أن كثيرا من دور النشر لجأت إلى تدشين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل تعريف عشاق السوشيال ميديا بالأعمال التى تبيعها, والحال نفسه بالنسبة للكتاب أنفسهم فقد أنشئوا صفحات للترويج لأعمالهم ولا مانع لديهم من إفشاء أجزاء من كتبهم من خلال صفحاتهم حتى يتداولها الجمهور, والملاحظة البارزة فى هذا الإطار هى قيام عدد من دور النشر والكتاب عمل بروموهات لترويج أعمالهم بشكل مختلف وجذاب, وهو ما يلقى اهتمام فى الغالب من الشباب الذى يتناقل تلك "البوستات" من خلال حساباته.
وبناء على ما سبق, يمكن التساؤل هل يمكن أن تتولى الدولة مشروع جديد وضخم لتسويق الكتب, وهنا يقول نادر مصطفى, أمين لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب "بكل تأكيد أنا سعيد بصورة محمد صلاح مع الكتاب, علي الجانب الاخر فقد رسخت أن لها تأثيرها على كثير الشباب مثلما كانت حملته ضد المخدرات "مضيفا أن نجم المنتخب الوطنى أكد للجميع أن الأمل مازال موجود وأن القدوة الحسنة دائما تجذب الشباب للأفضل, لذا علينا تدعيم تلك الصورة الإيجابية التى تشجع النشء على الأمور المفيدة.
ويضيف أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب "فى مسألة القراءة والترويج للكتب كان لدينا مشاريع رائعة مثل القراءة للجميع إلا أنه فى ظل الظروف الاقتصادية تأثر كثير من كتابنا ومطابعنا لكن الموهبة مازالت موجودة ومن هنا أقول أهمية الالتفاف خلال الفترة المقبلة حول كاتب أو كتاب والترويج له وتسليط الضوء عليه مثلما يحدث مع محمد صلاح من أجل بث الأفكار الإيجابية وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى النشء الصغيرة وحميتهم من أى فكر متطرف ".
وأضاف في وقت قليل عضو مجلس الشعب الخاص بالسلطة التشريعية "علينا أن نستغل وسائل التكنولوجيا الحديثة من أجل الترويج للنماذج الإيجابية من المثقفين والكتاب حتى يظهر لنا كاتب مثل نجيب محفوظ يقدم الواقع المصرى بكل جوانبه, وليس التركيز على السلبيات والمشاكل فقط لأن حياتنا أوسع وأشمل بكثير وهناك العديد من الأمور الهامة الواجب التطرق عليها لإعطاء الأمل للشباب الصغير وتوسيع مداركه.
ترند كتاب "فن اللامبالاة" بعد صورة محمد صلاح يكذب فرضية كره الشباب للقراءة .. هل تدرك دور النشر أهمية السوشيال ميديا فى الترويج لأعمالها .. و "ثقافة البرلمان": نحتاج لتسليط الضوء على النماذج الإيجابية
[ad_2]
Source link