"حدث الأسبوع" .. ترامب يهاجم الاحتياطي الفيدرالي متحدبا ثوابت السياسة الأمريكية



[ad_1]

من – سالي إسماعيل:

مباشر شهد الأسبوع الماضي سابقة نادرة في تاريخ الولايات المتحدة, حيث انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي كما عبر عن خيبة أمله بشأن رفع معدلات الفائدة.

وتأتي تصريحات ترامب في تدخل نادر من قبل رئيس الدولة التي تولي أولوية كبرى لاستقلالية السياسة النقدية, ليسير بذلك على نفس خطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي طالما انتقد معدلات الفائدة المرتفعة وأعطى إشارات مؤكدة إزاء مزيد من إحكام قبضته على البنك المركزي.

وفيما مضى أرسلت تصريحات "أردوغان" الليرة التركية إلى مستويات هي الأدنى تاريخيا, لكن ماذا عن الوضع في السوق الأمريكي عقب تعليقات "ترامب" ?, بدون شك الخسائر كانت هي السمة الغالبة.

وفي استجابة سريعة, أعلن البيت الأبيض عبر بيان رسمي في أعقاب الحوار التليفزيوني لترامب أن الرئيس لم يكن يعني التأثير على عملية صنع القرار بالبنك الفيدرالي كما قال "جيمس بولارد" عضو البنك المركزي إن الأمر متروك للبنك في اتخاذ أفضل الطرق لتحقيق أهدافه التي حددها له الكونجرس.

دونالد ترامب VS جيروم باول

وكان الأسبوع الماضي كذلك شاهدا على شهادة "جيروم باول" نصف السنوية أمام "الكابيتول هيل" والتي أكد خلالها على قوة اقتصاد الولايات المتحدة والاستمرار في رفع معدل الفائدة 4 مرات سنويا على الأقل بمقتضى الخطة الحالية للفيدرالي.

لكن عقب ساعات قليلة من شهادة "باول" بالكونجرس, اتهم الرئيس الأمريكي بنك الاحتياطي الفيدرالي بان تحركاته بشأن رفع معدلات الفائدة قد تعطل الانتعاش الاقتصادي.

وفي اجتماع يونيو الماضي, قرر المركزي الأمريكي رفع معدل الفائدة في العام الحالي ليتراوح بين إلى 1.75% 2% ليكون الصعود الثاني في 2018 مع زيادة وتيرة رفع الفائدة إلى أربع مرات بدلا من ثلاثة سابقة .

ورغم تأكيد ترامب أنه قام باختيار رجل جيد للغاية لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلا أنه أبدى عدم رضاه عن أداء "باول" بقوله "كل مرة يرتفع فيها الأداء الاقتصادي للبلاد يقومون بزيادة معدلات الفائدة مجددا".

ومع ذلك عاد ليؤكد في الوقت نفسه أنه يترك القرار لصناع السياسة لفعل ما يشعرون بأنه الأفضل, ما يعني أنه لن يتدخل في السياسة النقدية بشكل مباشر وصريح.

ويعتبر رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن أحد التحديات الرئيسية أمام البنك المركزي تتمثل في إبقاء معدلات التضخم قريبة من المستهدف البالغ 2%.

وكان مؤشر أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة سجل 2.9% خلال الإثني عشر شهرا المنتهية في يونيو الماضي وهي أسرع وتيرة نمو ب6 سنوات, في حين بلغ التضخم الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة 2.3% خلال نفس الفترة .

الهجوم يتواصل بالتغريدات

ولم تتوقف تعليقات الرئيس الأمريكي عند هذا الحد بل كان الوضع أشبه بحملة متكاملة من الهجوم استخدم فيها كافة الوسائل, ليؤكد موقفه خلال تغريداته المعتادة والمثيرة للجدل دائما عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وكتب "ترامب" أنه في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات الفائدة الأمريكية فإن الدولار يصبح أقوى يوما بعد يوم وهو الأمر الذي يقلل الميزة التنافسية للولايات المتحدة.

وأكد الرئيس الأمريكي أن إتباع سياسات نقدية متشددة يضر بجهوده في تعزيز الاقتصاد مستنكرا رفع معدلات الفائدة بالتزامن مع موعد استحقاق الديون.

ترامب يواجه التلاعب

اتهم الرئيس الأمريكي الصين الاتحاد الأوروبي بالتلاعب في قيمة العملة المحلية في ظل استخدام مستويات متدنية لأسعار الفائدة كما وجه انتقادات خاصة لليوان الصيني على وجه التحديز.

كما شدد في تغريدة أخرى على ضرورة السماح للولايات المتحدة باستعادة ما فقدته بسبب أوضاع التلاعب غير القانونية بالعملة إضافة إلى الصفقات التجارية السيئة.

وفي تصريحات تليفزيونية, انتقد الرئيس الأمريكي الدولار القوي في حين يتراجع اليوان الصيني بسرعة الصاروخ قائلا إن العملة الأمريكية تضع الولايات المتحدة في مكانة غير مناسبة.

وعقب تصريحات ترامب, قامت الصين بتخفيض السعر المرجعي لليوان بأكبر وتيرة في عامين ليكون 6.7671 يوان ما أدى إلى هبوط العملة المحلية إلى أدنى مستوى في نحو عام تقريبا.

ويقوم بنك الشعب (المركزي الصيني) بتحديد سعر مرجعي يومي للعملة بعد أن يتلقى طلبات من البنوك كما يسمح لليوان بالتذبذب في حدود 2% بالزيادة أو النقصان حول هذا المعدل.

ردود أفعال منطقية

وفي الأسبوع المنقضي, تفاعلت العملة الأمريكية بشكل إيجابي إلى حد ما مع تصريحات "باول" والعكس صحيح بالنسبة للذهب, لكن سرعان ما انعكس هذا الأداء مع هجوم ترامب على الفيدرالي.

وتأثرت العملة الأمريكية سلبا في أعقاب تصريحات ترامب بشأن قرارات المركزي الأمريكي والتي اعترف بأنها غير معتادة ولا يجب أن يقول الرئيس ذلك لكنه أوضح أنه الآن يقول فقط نفس الشئ الذي قد يقوله مواطن عادي .

كما تسببت تغريدات ترامب في تعميق خسائر الورقة الخضراء ودفع معدن الذهب لتسجيل مكاسب وصلت إلى 8 دولارات حينها لينهي جلسة الجمعة في النطاق الأخضر.

وفي المقابل قادت شهادة "باول" المعدن النفيس لخسائر قدرها 12 دولارا تقريبا مع التأكيد على سياسة رفع معدل الفائدة في حين عزز الدولار مكاسبه ليتداول خلال الأسبوع عند أعلى مستوى في العام الحالي.

وبعد هذا الأداء المتأرجح بين الصعود تارة والهبوط تارة أخرى, كانت الخسائر من نصيب كلا من الدولار والذهب خلال الأسبوع الماضي, بنسبة 0.2% 0.8% و على الترتيب, كما تعتبر هذه ثاني خسائره الأسبوعية على التوالي.

[ad_2]
Source link